بقلم سعيدة الزمزمي 

ككل سنة يلتئم مؤتمر الأطراف للمناخ الذي يطلق عليه بالكوب ويندرج ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية التي تم الاتفاق عليها عام 1992 بمشاركة  198 دولة من الدول الأعضاء للتفاوض بشان التغير المناخي وتحديد التقدم  المحرز للتخفيض من انبعاثات  ثاني الكربون. وبالتالي التقليص من استعمالات الوقود الاحفوري والتحول نحول الطاقات النظيفة وهو ما من شانه ان يساهم في التخفيض في درات الحرارة الى 1,5 بالمائة. وهو ما يمثل الهدف الأساسي الذي اقرته اتفاقية الأمم المتحدة بشان المناخ  التي تم الشروع في تنفيذها عام 1994 وسبقتها اتفاقيات أخرى على غرار  بروتوكول كيوتو عام 1997 واتفاقية باريس عام 1995. هذا وللتوضيح فقد كانت المتطلبات القانونية لجميع الدول لاتفاقية باريس  عام 2015 هو الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين او بالأحرى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية هذا القرن نظرا للتحديات المناخية التي فرضت نفسها..

لماذا مؤتمر المناخ؟

مؤتمر الأطراف للمناخ هو لقاء قادة العالم من مختلف الدول المتقدمة والنامية الى جانب كبار المسؤولين وأصحاب الشركات الكبرى و كل القطاعات والأطراف المتداخلة ومكونات المجتمع المدني من أجل التفاوض والنقاش نحو مصير البشرية امام التغير المناخي الذي فرض نفسه بسبب الأنشطة البشرية المجحفة. وهو فرصة للنقاش الجماعي حول الحلول الممكنة لمعالجة ازمة المناخ من خلال التقليص من الانحباس الحراري والتعهد بالالتزامات الدولية والتحول نحول اقتصاد عالمي خال من الكربون.

 

مؤتمرات المناخ بين الشعارات والاخفاقات

ورغم التحديات المناخية وامام زيادة درجات الحرارة وتضرر كوكب الأرض بقيت المؤتمرات الأطراف للمناخ مجرد لقاءات ونقاشات تشوبها الاخفاقات . قبل انطلاق مؤتمر الأطراف للمناخ كوب 25 حذر الأمين العام للأمم المتحدة من التلاعب بقضية المناخ والعمل بجدية مع هذه الظاهرة الكونية “ارتفعت درجه حرارة العالم بمقدار 1.1 درجة مئوية عما كان عليه العالم في بداية الثورة الصناعية، مما أثر علي حياة الانسان. وإذ استمر الوضع على ما هو عليه، فمن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة العالمية بمقدار 3.4 إلى 3.9 درجة مئوية هذا القرن، مما سيؤدي إلى تأثيرات مناخية واسعة النطاق ومدمرة « وأضاف “وهو ما يقتضي خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 7.6% سنويا من عام 2020 إلى عام 2030 ” ( المصدر)

https://news.un.org/ar/story/2019/11/1044641

“لا يمكن للعالم أن يضيع المزيد من الوقت، لأن الساعة تدق فيما يتعلق بتغير المناخ ويجب الاتفاق على طريق جريء وحاسم وطموح للمضي قدما.” 

شعارات مؤتمر الأطراف COP

COP 25 ” حان الوقت للعمل”

 COP 26″ معا من أجل حماية كوكبنا”

COP28 إلى بداية نهاية عصر الوقود الأحفوري

ماذا عن مؤتمر المناخ 29COP  ؟

هذه السنة انتظم مؤتمر الأطراف للمناخ في دورته 29 بباكو عاصمة اذربيدجان بمشاركة 200 دولة وسمي هذا المؤتمر بمؤتمر كوب المال لانه يرتكز بالأساس على التمويل المناخي لمساعدة البلدان النامية الأكثر عرضة للتكيف مع أثار التغيرات المناخية . بالتالي الهدف الأساسي الذي اجتمع من أجله الأعضاء وكل الأطراف هو التباحث حول زيادة التمويل الذي حدد في اتفاقية باريس والذي يقدر في ذلك الوقت 100 مليار دولار.

يعني أن تلتزم الدول الغنية بتقديم 250 مليار دولار سنويا لمساعدة الدول الضعيفة على مواجهة ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض وتسريع التحول العالمي إلى الطاقة المتجددة”. “1.3 تريليون دولار على الأقل بحلول عام 2035″، لكنها لم تحدد التفاصيل حول كيفية جمع هذه الأموال، وما إذا كانت منحا أم قروضا أم من القطاع الخاص؟

 

خيبة أمل وردود فعل متباينة

في تصريحات رسمية معلنة على صفحات الأمم المتحدة عبر المدافعين عن القضية المناخية كالاتي

أستطيع أن أقول إنه أمر مخيب للآمال على أقل تقدير. إنها صفعة. إنها إهانة. إنه لأمر صادم أننا وصلنا إلى هذه الحالة الآن. إن الدول الغنية تقامر بشكل أساسي بحياة الناس في الدول النامية والجزر الصغيرة”.

تمويل المناخ لا ينبغي أن يأتي في شكل قروض لأن هذا يزيد من عبء الديون”. وقالت لأخبار الأمم المتحدة: “إحدى القضايا التي تمنع دول الجنوب العالمي من اتخاذ إجراءات مناخية عاجلة ومن تزويد شعوبنا أيضا بالخدمات الأساسية التي نحتاجها هي عبء الديون“.

و من جهته  عبر جاكوبو أوشاران  من شبكة العمل المناخي الدولية عن استيائه من مؤتمر المناخ 29 : “نحث جميع الدول النامية على التحلي بالشجاعة في المفاوضات لمواصلة الدفع، لأن هذا الاتفاق فظيع. نواصل الضغط على فكرة أن عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من التوصل إلى اتفاق سيء”.

صفات مؤتمر المناخ بالاجماع  ماعدى أمريكا وبريطانيا

-اتفاق سيئ

صفقة مهينة للدول النامية

-اتفاق متأخر

-اتفاق محتشم للبلدان الافريقية

مثل سائر المؤتمرات السابقة لم تستفد البلدان النامية من النقاشات والمفاوضات التي جاءت من اجلها لمدة أسبوعين. فالدول النامية في حاجة ماسة الى تمويلات ضخمة للتكيف مع التغيرات المناخية رغم انها اشد تضررا.

في المقابل فرضت الدول المتقدمة قواعدها الجديدة لتحقيق أهدافها المناخية من خلال تمويل مشاريع خضراء في دول افريقيا واسيا عوض التخفيض من انبعاثاتها الخاصة من الغازات الدفيئة.